ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق عباده من الجن والانس لم يخلقهم عبثا بل خلقهم جل جلاله لعبادته وتوحيده كما جاء في محكم التنزيل: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون).
وحتى تتحقق تلك العبادة كما أرادها الله سبحانه وتعالى فقد أرسل إلى كل أمة رسولا يعلمهم ويوجههم وفق ما يجيء به الوحي المنزل عليه وهكذا تتباعت الرسالات السماوية بتتابع الأمم وتكامل انزال تعاليم وقيم ومبادئ الدين الإسلامي عبر العصور حتى جاءت الرسالة المحمدية التي استكمل في مرحلتها كل تعاليم وقيم مبادئ ذلك الدين العظيم قال تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) آية 3 المائدة.
فالدين الإسلامي أصبح الدين الاكمل والدين الاشمل فهو دين النجاة وهو الدين الذي ارتضاه الله تعالى ليكون للناس كافة قال تعالى: (ان الدين عند الله الإسلام) آية 19 آل عمران.
وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) آية 85 آل عمران.
كل ذلك يؤكد ان ديننا الإسلامي بما يحمله من قيم ومبادئ وتعاليم لهو الدين الأقوى وبما انه الأقوى فهو يستطيع ان يؤثر ولا يتأثر وان يكون الأقرب إلى العقول والافئدة لكماله وشموله لكن ما يحدث في عالمنا الإسلامي منذ زمن ليس بالقليل لكنه الآن أكثر وضوحا هو ظهورنا كمسلمين بمظهر الضعف أمام الأديان الأخرى حيث نجد ان هناك بعض الدعاة ورجال الدين يظهرون هذا الدين بمظهر ضعيف وهش يؤثر فيه أدنى السلوكيات واضعف الممارسات وأصبح الخوف من التأثيرات الأخرى طبعا غالبا حتى اننا في عالمنا الإسلامي وللأسف الشديد أصبحنا نتقوقع في مساحات ضيقة وأصبحنا في عزلة وضعنا أنفسنا فيها فلماذا يحدث كل ذلك في ظل ما يحمله ديننا الإسلامي الحنيف من قيم ومبادئ وتعاليم سامية استطاع الجيل الأول من المسلمين ان ينشروا بها هذا الدين في شتى بقاع الأرض ليس بالقوة والسلاح بل بالقدرة والمعاملة الحسنة فديننا الإسلامي دين المعاملة فهو دين الحب والعفو والصفح قال تعالى: (وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم) آية 22 سورة النور.
وهو دين احقاق الحق وازهاق الباطل قال تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) آية 81 الاسراء.
وما انتشر الإسلام في مختلف البلدان الا نتيجة لتطبيق مثل هذه القيم السامية فالناس تبحث عن من يعطيها حقوقها ويدرأ عنها الباطل ويحميها من الظلم.
وديننا الإسلامي دين العفو والتسامح قال تعالى: (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره) آية 109 البقرة.
وقال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آية 13 المائدة.
فالعفو والصفح والتسامح والصلح من مبادئ هذا الدين العظيم والحقد والكراهية والكيد من أساليب الشيطان ومن اتبعه.
وديننا الإسلامي دين الوفاء بالعهود واحترامها قال تعالى: (وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون) آية 152 الانعام.
وقال تعالى: (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) آية 10 الفتح.
فالوفاء بالعهود واحترامها أحد القيم والمبادئ الإسلامية التي نادى بها وحث عليها هذا الدين.
وديننا الإسلامي أيضا دين التواضع والبر والتقوى قال تعالى: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمشى في الأرض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك) الآيتين 18و19 لقمان.
فهذا البعض اليسير من قيم ومبادئ الدين الإسلامي العظيم أوردناها كدليل على مدى ما يحمله هذا الدين من قوة تأثير يمكن ان تستخدم أسلحة نتغلب بها على كل من يحاربنا ونستطيع من خلالها ان نؤثر وبكل قوة في سلوك الأعداء ونستميلهم إلينا وهذا ما قام به الفاتحون السابقون حيث استطاعوا ان ينشروا هذا الدين في مختلف بقاع العالم وهذا ما حدث فعلا في الصين واندونيسيا والفلبين وروسيا وافريقيا وكثير من البلدان وقد فعلوا ذلك بدون أدنى سلاح بل كان ذلك التأثير من خلال القدوة الحسنة والمعاملة الطيبة ومن خلال الالتزام بتلك القيم والمبادئ التي حث عليها ديننا الإسلامي.
أما ما يحدث من تقوقع وزرع الضعف في نفوس أفراد هذه الأمة خوفا من التأثير الخارجي فهو أمر لا يقره ديننا الكريم فنحن نستطيع ان نكون الأكثر تأثيرا بدلا من تقوقعنا بحجة الخوف ونحن نستطيع ان نؤثر في الغير لاننا نحمل القيم الأقوى والمبادئ الأقوى التي تتضمنها تعاليم ديننا الإسلامي الأكثر قوة والأكثر انتشارا والأكثر تأثيرا
الخميس يونيو 05, 2008 8:49 am
